فصل: قال في ملاك التأويل:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.من لطائف وفوائد المفسرين:

.من لطائف القشيري في الآية:

قال عليه الرحمة:
قوله جلّ ذكره: {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ}.
يخبر أنه استحفظ بني إسرائيل التوراة فحرَّفوها، فلما وَكلَ إليهم حفظها ضيَّعوها.
وأمَّا هذه الأمة فخصَّهم بالقرآن، وتولَّى سبحانه حفظه عليهم فقال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9] فلا جَرَمَ لو غيَّرَ واحدٌ حركة أو سكونًا من القرآن لنادي الصبيان بتخطيئه.
قوله جلّ ذكره: {فَلاَ تَخْشَوا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ}.
إنَّ الخلْقَ تجري عليهم أحكامُ القدرة وأقسام التصريف؛ فالخشية منهم فرعٌ من المحال، فإنَّ من ليس له شظية من الإيجاد فأنَّى تصحُّ منه الخشية؟!
قوله جلّ ذكره: {وَلاَ تَشْتَرُوا بِآيَاتِى ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الكَافِرُونَ}.
لا تأخذوا على جحدِ أوليائي والركونِ إلى ما فيه رضاءُ أعدائي عِوَضًا يسيرًا فتبقوا بذلك عنّي، ولا يُبَارَكُ لكم فيما تأخذون من العوض.
{وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللهُ...} فمن اتخذ بغيره حكمًا، ولم يجد- تحت جريان حكمه- رضى واستسلامًا ففي شِرْكٍ خَامَرَ قلبَه، وكفرٍ قَارَنَ سِرَّه. وهيهات أن يكون على سَوَاء!. اهـ.

.من فوائد الإمام الرازي:

دلّت الآية على أنه يحكم بالتوراة النبيون والربانيون والأحبار، وهذا يقتضي كون الربا نيين أعلى حالًا من الأحبار، فثبت أن يكون الربانيون كالمجتهدين، والأحبار كآحاد العلماء. اهـ.

.قال في ملاك التأويل:

قوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} ثم قال بعد: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون} ثم قال بعد: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون}، فللسائل أن يسأل عن موجب افتراق هذه الأوصاف الوعيدية بوسم من وصف بها بما يستلزم العقاب الأخراوى من الكفر والظلم والفسق إن لم يكن إقلاع وغفران؟ ولم اختلفت مع وحدة الموصوفين بها؟ وكيف ورد فيها الأخف بعد الأثقل؟ وذلك ضد الترقى في مقابل الوعيد الذي تشير إليه الصفات وهو الوعد.
وطريقته الترقى من حال إلى أعلى وعلى ذلك وردت آى الكتاب كقوله تعالى: {وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات...} الآية فبشروا أولا بالجنات ثم وصف بجرى أنهارها وبذلك حياتها ثم بموالاة رزقها وتشابهه لتأنس النفوس بما ألقت لأن غير المألوف من المطعم ينافره الطبع ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في الضب حين قرب إليه فرده: «لم يكن بأرض قومى فأجدنى أعافه» ثم أتبع ذكر الرزق المأكول بالأزواج المطهرة فازداد النعيم واتسع الميلاذ ثم أعقب بالخلود وذلك كمال النعيم وقال تعالى: {يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم} فتأمل ورود الغفران بعد إصلاح الأعمال وكلاهما جزاء على ما منحوه من التقوى وسداد الأقوال وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم} وقال تعالى: {وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر} وقال تعالى: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضى الله عنهم ورضوا عنه}، فتأمل ختام الجزاء المذكور في آية الحديد بالغفران وعظيم ما يثمره والترقى من ذكر ما تقدمه إليه وختام هاتين الآيتين بعد الرضى وهو أعظم ما يعطاه أهل الجنة والحديث الصحيح في ذلك مشهور ومفهوم الرضى لو لم يرد الحديث أعظم نعمة والترقى في هذه الآى بين ولم ينكسر هذا المطرد في آى الوعد على تكررها وعلى ذلك جرت آيات الوعيد، وإلى الوعيد مرجع آى المائدة المتكلم فيها لما ذكرنا من السببيه ومقابل الوعيد الوعد وقد اطرد ذلك فيه في كل آي القرآن وكذلك في الآى الوعيدية.
ومن أبين الوارد في ذلك وأقربه شبها بآى المائدة قوله تعالى: {كيف يهدى الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق...} الآيات إلى قوله: {وما لهم من ناصرين} فقد وقع في هذه الآى ثلاثة أصناف اجتمعوا في الكفر بعد الإيمان ثم اختلف حكمهم فيما بعد وقد تحصل في وعيدهم الانتقال من أخف إلى أثقل فقال تعالى: {كيف يهدى الله قوما كفروا بعد إيمانهم} إلى قوله: {وأولئك هم الضالون} فهؤلاء مع وعيدهم وما ذكر من لعنهم قد أعقب ذلك بقوله تعالى: {إلا الذين تابوا} فهذا إبقاء خفت به حالهم عت المذكورين بعدهم وكذا ورد في سبب هذه الآية أن الذي نزلت بسببه كتب بها إلى مكة بعد سؤاله هل له من توبة حين كفر بعد إسلامه ولحق بمكة فلما وفد عليها راجع الإسلام وحسنت توبته ثم قال تعالى: {إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا} فذكر هؤلاء بازدياد الكفر بعد الكفر المعقب به ايمانهم ثم أعقب ذلك بقوله: {لن تقبل توبتهم} فأبقى الله تعالى على الأولين حين قال: {إلا الذين تابوا} واشتد حال المذكورين بعدهم حين قيل فيهم: {لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون} ثم قال تعالى: {إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار} فأعلم من حال هؤلاء بموتهم على الكفر فانقطع رجاؤهم وهؤلاء أشد حالا ممن ذكر قبلهم في الآية المذكورة ونص في هذه الأخيرة فكانت أشد، فقد وضح في هذه الآيات الانتقال من أخف إلى أثقل وهو مطرد في الوعد والوعيد واللطف والتعريف بالامتنان والأحوال وما يرجع إلى ذلك وعلى هذا كلام العرب في هذه الضرورة التي أشرنا إليها.
ومن آى الامتنان قوله تعالى: {وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم} وفى هذه الآية الترقى وهى من قبيل ما ذكر وإنما يرد عكس الترقى فيذكر الأخف بعد الأثقل في التكاليف والأوامر والنواهى وما يرجع إلى ذلك ومنه قوله تعالى: {وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين...} الآيات فهذا الضرب وما يرد منه ويرجع إليه لا يشترك فيه ما قدم من الترقى والانتقال من أخف إلى أثقل ومن حكم إلى ما هو أعلى منه، أما الوعد والوعيد فالمطرد فيهما وفى الضروب المذكورة معهما ما بيناه من الترقى وهو كلام العرب.
فللقائل أن يقول إذا ثبت ذلك فما جوابكم عما ورد في آية المائدة وظاهره على خلاف ما زعمتم إطراده؟ فأقول: أما القول بخروج آية المائدة عما اطرد في نظائرها وأنها مما ورد فيه الأخف بعد الأثقل فمرتكب لا يسلم لقائله وغفلة عما عليه آى القرآن وكلام العرب وإن كان قد اعتمده بعض الجلة رحمهم الله والجواب عنه جواب عن السؤال الأول.
وحاصل كلام من أشرنا إليه سؤالا وجوابا أن قال: إن قيل لم قال في الأولى {هم الكافرون} وفى الثانية {هم الظالمون} والكفر أعظم من الظلم فما الفائدة في ذكر الأخف بعد الأثقل؟ ثم جاوب بما معناه أنه لما تقدم الآية الأولى قوله تعالى: {فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتى ثمنا قليلا} وان ارتكاب شيء مما نهوا عنه وعدم خشيته تعالى تقصير فيما يجب له سبحانه وجحد الواجب له وإنكار نعمه تعالى كفر فأعقب بقوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}.
ولما تقدم الآية الثانية قوله تعالى: {وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس...} الآية فلم تتضمن هذه الآية غير الحقوق المتعلقة بالنفوس والوقوع في شيء من ذلك يوجب إيلامها ودوام عقابها وذلك ظلم لها فأعقبت هذه بقوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون} انتهى معنى كلامه وفيه ببادئ النظر مناسبة وملاءمة في النظم.
إلا أن ما تمهد من المطرد في آى القرآن وما عليه كلام العرب في الوعد والوعيد يرد ما اعتمده هذا القائل وقد تقدم في قوله تعالى في سورة البقرة: {وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية...} الآية ما فيه شفاء فيما ذكرته هنا.
ثم إن الكلام لو كان جاريا على ما قال لبنى عليه اعتراض يلزمه تكميلا لما ألزم نفسه في هذه الآى من توجيه الوارد فيها من الأوصاف الثلاثة وهو قصره السؤال والجواب على الوصفين من الكفر والظلم وكأن قوله تعالى في الآية الثالثة بعد: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون} غير مناط بما قبله وليس الأمر كذلك فإن المذكورين في الآى الثلاث قد اجتمعوا في الحكم بغير ما أنزل الله وقد شملهم ذلك فهم من حيث ذلك صنف واحد ومدار الآى الثلاث إنما هو على فعل يهود المنصوص على حكمهم بغير ما أنزل الله ومخالفتهم منصوص كتابهم في الرجم وغيره، وما قبل هذه الآى وما بعدها لم يخرج عنهم، فهم أهل الأوصاف الثلاثة وقد نقل المفسرون عن ابن عباس أنه قال: الكافرون والفاسقون والظالمون أهل الكتاب وعن ابن مسعود: هو عام في اليهود وغيرهم وقال الزمخشرى مشيرا إلى وجه الترتيب في هذه الأوصاف والمرادون بها فقال: الكافرون والفاسقون والظالمون وصف لهم بالعتو في كفرهم حين ظلموا بالاستهانة وتمردوا بأن حكمهم بغير ما أنزل الله فجعل الظلم استهانة والفسق تمردا، وقد فسر الفاسقين من قوله تعالى في آية البقرة: {وما يكفر بها إلا الفاسقون} بأنهم المتمردون من الكفرة، قلت: جعل الزمخشرى الاستهانة مسيرة ظلمهم ومادته فظلمهم المسبب عنها بعد حصول كفرهم أشد من الكفر، ثم إن التمرد المعبر عنه في الآية بالفسق وإن تقدمته الاستهانة وكانت كالمادة فإنه أشد من الاستهانة لأن التمرد تفعل من مرد أى عتا، والتفعل ينبنى علي التعمد والتعمل فتأمل حصول الترقى في كلامه من أخف إلى أثقل وانسحاب كلامه على الأوصاف الثلاثة من الكفر والظلم والفسق وإن لم يفصح بسؤال ولا جواب وكثيرا ما يعتمده وينقل كلامه من قدمنا مأخذه في هذه الآى وهو أبو الفضل بن الخطيب ثم أنه عدل عن اعتبار كلامه هنا وارتكب خلافه ولم يستوف توجيه الأوصاف الثلاة وقصر السؤال على فصل ما بين الكفر والظلم دون الفسق، وأرى ذلك غير ما ينبغى والله أعلم.
وقد تعرض صاحب كتاب الدرة لهذه الآى من حيث خصوص مقصده وبنى جوابه على ذلك فانفصل في الأوليين بأن الظلم في الآية الثانية واقع على الكفر والظلم فهو أشد من الكفر مجردا هذا معنى ما أراد وقد جرى فيه على المعرض من الترقى إلا أنه لم يتخلص ما بعد ذلك وجعل الآية الثالثة منقطعة عن الآيتين قبلها وحاصل كلامه بالجملة أن ما تقدم من الوصف بالكفر والظلم خاص بيهود لتقدم ذكرهم قبل هذه الآيات وقوله تعالى: {إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور} إلى قوله نهيا لهم: {فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتى ثمنا قليلا} إلى قوله: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} ولم يتقدم ذكرهم بغير كفرهم وتحريفهم من غير التفات إلى ذكر ظلمهم غيرهم إنما مجرد كفرهم ظلم لأنفسهم فأعقب هذا بقوله: {هم الكافرون}.
ثم لما اجتمع في الآية الثانية ظلمهم لأنفسهم ولغيرهم بما ذكر من مخالفتهم في القصاص المشار إليه بقوله: {وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس} إلى آخره، أعقب هذا بقوله تعالى: {فأولئك هم الظالمون} لظلمهم أنفسهم بالكفر وزيادة ظلمهم غيرهم فكان أشد من وصف الكفر إذ هو كفر وزيادة فعبر بالوصف العام للكفر وغيره ثم لما أعقب بذكر إنزال الإنجيل وكان الكلام انقطع عما قبله ومن المعلوم أن الحكم بغير ما أنزل الله قد يكون من غير الكافر وان لم تبلغ منزلته الكفر فهو فاسق لا كافر فقيل هنا: {فأولئك هم الفاسقون} انتهى معنى كلامه ثم أعقب هذا بأن قال: فقد بان لك أن كل موضع من الآى الثلاث أخبر فيه عن المذكورين قبل بالكفر والظلم والفسق، ولم يحصل غير ذلك.
قلت فقد حصل من كلامه أن الكفر والظلم لفى الآيتين خاص بيهود وهم المقصودون بذلك وان الفسق يعمهم مع غيرهم وهو مأخذ بناه على ما حكاه من غيره من أن «من» في ثلاث الآى موصولة بمعنى الذي واعتمده هو في الأوليين واخنار في الثالثة من شرطية ليحصل في الموصولة خصوص وعهد فيمن تقدم وليحصل في الشرطية عموم كما تقدم ثم أنه لم يتعرض لبيان ترق ولا انتقال.
فإن قيل إنما بنى عليه كتابه على مقصد خاص وهو فرق ما بين المتشابهات من الآى ونص السؤال الذي فرض إن قال: لسائل أن يسأل فيقول: الموضع الذي وصف فيه من لم يحكم بما أنزل الله بالكفر هل باين الموضوع الذي وصف فيه تارك ذلك بالظلم والفسق؟ ثم أجاب بما تقدم فجوابه مطابق لما فرض من السؤال قلت هذا صحيح ولكنه لم يتخلص له جوابه فيما بين الآيتين الا باعتماد طريقة الترقى وهو لم يقصده بسؤال ولا جواب وإنما قصد الفرق الموجب لاختلاف الوصفين فتحصل له بما في الآيتين من الانتقال فلو اعتبر ذلك ومشى عليه في الآية الثالثة لكان أنسب وأبين في جواب ما فرض من السؤال مع زيادة فائدة أهم وأكبر ولما لم يلح ذلك ارتكب التفصيل في الجواب فجعل «من» في الآيتين الأوليين موصولة ليحصل من خصوص هاتين الآيتين بيهود ما اعتمده كما تقدم من كلامه وجعلها في الآية الثالثة شرطية ليحصل له ما قصد من العموم، وليس ذلك كما ذهب إليه ولا انفصلت منها آية أخرى الا بما أعقبت به من الوصف وتوجيهه حاصل منه ما أراده على ما نبينه مع رعى الترقى الثابت على ما قد تقدم وهو أوضح في توجيهه هذه الأوصاف وأولى في الجواب عن عين ما فرض صاحب كتاب الدرة من السؤال ووصف يهود بالفسق أعظم من وصفهم بالظلم ووصفهم بالظلم أعظلم من وصفهم بالكفر وقد نقل المفسرون عن الحسن أنه قال: إذا استعمل في نوع من المعاصى يعنى الفسق وقع على أعظم ذلك لنوع من كفر وغيره ثم في آى سورة البقرة ما يبين وجه ختم آية المائدة بوصف الفسق قال تعالى: {ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات...} الآيات إلى قوله: {وما يكفر بها إلا الفاسقون} فتأمل ما تضمنت هذه الآيات فقد ورد فيها بضع عشرة خصلة من شنيع مرتكبهم منها اتباع ما هوته أنفسهم أشار إليه قوله تعالى: {أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم} ومنها استكبارهم وتكذيبهم الرسل وقتلهم إياهم وقولهم: قلوبنا غلف، إلى ما بعد من المرتكبات.